Jeuneafrique: قضية الصحراء وصعوبة حياد موريتانيا

أحد, 07/05/2017 - 16:56

تميل موريتانيا في نزاع الصحراء الغربية أكثر نحو الصحراويين، فهي تعترف بالجمهورية لكن رؤساء موريتانيا المتعاقبين يلعبون على الحياد في الصراع المستمر بين المغرب والجزائر.

صراع الصحراء الغربية يمزق موريتانيا وذلك لأسباب إثنية فالقبائل التي تعيش في هذه الصحراء الشاسعة لم تعرف الحدود الفاصلة بين ما يسمى الآن الجزائر والمغرب وموريتانيا.

ولكن كثيرا من هذه القبائل كانت تدين بالولاء لسلطان المغرب، كما يقول أحد الدبلوماسيين، مؤكدا في الوقت نفسه على الطابع الشخصي وغير الرسمي لهذه الصلات. فيما يرفض البعض الآخر، لا سيما في أدرار، هذا الولاء للمغرب ويشعر بالقرب أكثر من القبائل الصحراوية.

والسبب الثاني هو جغرافي: فموريتانيا تقع بين المملكة المغربية والجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، في مرمى نيران القوتين الإقليميتين المتصارعتين  وهي التي بالكاد تستطيع  آلاف الكيلومترات من الأراضي الشاسعة.

تاريخ هذا الصراع يعود للعام 1973 في ازويرات بموريتانيا، حيث ولدت جبهة البوليساريو، من أجل طرد المحتل عن ما كان يسمى الصحراء الإسبانية، ولكن في عام 1975، اختار الرئيس الأول للبلاد المختار ولد داداه التحالف للمغرب وجعل الصحراء قضية مشتركة مع المملكة وحصل على ثلث الأراضي المحررة، ربما لأن قبيلته أولاد ابييري كانت مؤيدة للمغرب.

لكن هذا القرار لم يمر دون تبعات، فقد اضطرت موريتانيا إلى مضاعفة جيشها أربع مرات لمواجهة جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر وأوقعت خسائر فادحة وأدّت الحرب إلى تعثر الاقتصاد وفقدت الحرب شعبيتها.

في 10 يوليو 1978، أطاح العقيد مصطفى ولد محمد السالك بالرئيس ولد داداه وفي عام 1979 انسحبت موريتانيا من حصتها في الصحراء الغربية وفي عام 1981 اعترفت الجمهورية العربية الديمقراطية الصحراوية.

ومنذ ذلك الحين يحافظ كل رؤساء الدولة الموريتانية على هذا التوازن رغم أن أكثر الموريتانيين يميلو نحو الصحراويين والجزائر، ولكنهم لا يمكن أن ينسوا أن القوات المغربية تعسكر على بعد بضعة كيلومترات إلى الشمال من نواذيبو العاصمة الاقتصادية.

موقف الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز هو استمرار لسياسة أسلافه مع لمسة قومية أكثر قليلا. صحيح أنه طرد دبلوماسيا جزائريا من نواكشوط عندما اتهم المغرب بالتورط في الاتجار بالمخدرات، ولكنه يفتح ذراعيه للقادة الصحراويين وقد صوت لدخول المملكة في الاتحاد الأفريقي، في حين أنه عارض استبعاد الجمهورية الصحراوية من هذه المؤسسة.

وبالتالي فلا يمكن أن نستغرب تلك المناوشات التي استمرت بشكل متقطع. ففي نهاية عام 2015، قامت موريتانيا بتعزيز حاميتها ورفع علمها في لكويرة جنوب غرب نواذيبو في المنطقة العازلة بين موريتانيا والصحراء الغربية تحت الوصاية المغربية وهو ما أزعج الرباط.

ديسمبر عام 2016، حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال المغربي، قال إن "موريتانيا أرض مغربية"، مستعيدا وجهة النظر التي انتشرت الخمسينات والمتعلقة بالمغرب الكبير الممتد حتى سينلوي بالسنغال. الأمر أثار ضجة في نواكشوط واضطر المملكة التي كانت تسعى لتأخذ مكانها في الاتحاد الأفريقي لإرسال رئيس الوزراء المغربي إلى الرئيس الموريتاني عبد العزيز للتأكيد على احترام السيادة الموريتانية. ومع ذلك لا تزال الخلافات قائمة.

ترجمة موقع الصحراء