وعلى الأخلاق السلام

خميس, 01/03/2018 - 19:57

"ستكون لنا حديقة عندما تخضر نفوسنا"

لهيب الأمين – بتصرف

كلما فكرتُ بالكتابة انتهيت بالفشل, فتركتُ القلم جانباً وهربتُ مشمئزاً إلى الحديقة الخضراء جوار مسكننا.

فالمسار الذي يفصلني عنها ما هو إلا عدداً من الأمتار حتى اقع وسط الأرض المبللة بقطرات ندى الخريف واشم عطر زهرة الياسمين والاوركيدا وفوحان رائحة إكليل الجبل التي تشبه كثيراً أخلاق وطيبة أهلنا.

هذه هي المشكلة التي صادرت حرية قلمي هذه الأيام, باستثناء اليوم, عندما تفضل عليَّ الهاتف بمكالمة هاتفية مع معلمٍ فاضل وصديق حلوق. فبدأتُ أتذكر ما دار بيننا من أحاديث إثناء اللقاء الثاني الذي جمعني به في العراق بعد لقاء التعارف الذي حصل في إحدى مطارات العالم قبل أربعة أعوام تقريبا, حيث تطرق بحديثه الى ما يدور في المنطقة من ظروف أوصلتنا إلى ما نحن عليه وربطها بفقدان المجتمع للأخلاق.

كيف لا؟ والأخلاق اليوم أضحت شبه معدومة في مجتمعاتنا العربية الإسلامية التي امتازت بالأصالة والكرم والإيمان والتي آلت إلى ضياع أُسس ومبادئ الأخلاق.

استذكر بيتاً شعرياً يقول : إذا بيئة الإنسان يوماً تغيرت.. فأخلاقهُ طبقاً لها تتغيرُ. وهذا ما حل بنا في السنوات الأخيرة التي عانت منها بلاد النهرين من الجفاف, وأمست بلاد السواد صحراء رملية قاحلة, وما حل بالإنسان من انحطاط فكري غير مسبوق في عصرٍ يحتفل بالتطور العلمي والفكري.

لكن رغم ذلك لا يزال المتفائلون القلة على قيد الأمل, فهم اسمي وأفضل من المحبطين والمتشائمين الكثرة أمثالي, حتى قال لي أستاذ الحياة بأننا سنمتلك حديقة كتلك التي اهرب أليها يومياً عندما تخضر نفوسنا بالخير والمحبة.

 

محمد حسب

نيوزيلاند