من الزيت، كان صادقا وكاذبا في الآن نفسه لأن ما وعد به كان حقيقيا لكنه وعد عرقوب لن يتحقق منه شيء لكن المؤلم في الأمر أن أولئك آمنوا بشي من تلك الوعود فخسروا زهرة شبابهم ولم ينالوا من ذلك شيئا.
الحقيقة وحدها من يهزم نقيضها وهو الوهم والسراب والخيالات المريضة ويجعل كل ذلك هباء منثورا.
إنها لا تكلف شيئا غير الصبر عليها وهو ثمن غير يسير بيد أنه ممكن وميسور ولابد منه.
تمددت السلطة الخفية في جسم الدولة والمجتمع تماما كما تمددت السلطة "الشرعية" في المجتمع والدولة أيضا، إنهما توأمان خرجا معا ملتصقين تغذوهما لبان الطاغوتية المؤسسية ويفرقهما المزاج والسلوك وكأنهما من صنف مختلف.
ليس المهم "التأريخ" حفريا للميلادي القسري والمتجدد لذينك الكيانين الغريبين بل الأولى هو فهم طبيعة التكامل بينهما في تحقيق أقصى الأذى لكل ما هو سوي وفطري وطبيعي وسعيهما الدؤوب لنشر روح اليأس والضعف والذبول بين أولي البصائر والهمم والنيات الحسنة.
تلتقي ممارستهما المؤسسية والمنهجية في إنتاج عصاب جماعي من نوع غريب يصيب الجميع بالهوس بالخفاء والتعلق بالعلنية معا وفي الآن نفسه .
ذات مرة تصور أحد الحالمين من رجال الأكاديميا النادرين أنه بمكنته خداع "العلن" والفرار من "الخفاء" وكانت النتيجة أن قال: بصرت بما لم أبصر به من قبل وهو أنه لا فكاك من هاذين إلا بأن تقتنع أنك أعمى أو أصم أو هما معا حينها يمكنك السير مع تلك الجموع المصابة بمرض "الزومبي".
إنها حالة غريبة من الوجود العبثي التي تجعل الكيان الفعلي هو واجهة الكيان الخفي ويكون هو باطنا له، في تكامل غير طبيعي ونادر.
لكنه هو السر في إطباقهما ومن غير نصب على الجموع والفئات والخيارات بل وعلى الخطاب نفسه بكلماته وأشيائه ورؤاه لتكون السيطرة الكاملة.
عبر التاريخ كان الخيار مع هكذا حالة هو "فيروس" يفسد المصفوفة من داخلها ويجعلها تعيد بناء ذاكرتها بالخطأ لتكون فريسة سهلة للصدى الذي يزعجها ويتربص بها من غير انقطاع.
الاختراق من الداخل لن يتم إلا من الخارج أي بتلك الكلمة القويمة التي لا تتبدل ولا تنحرف ولا تقبل التغيير لأنها النقيض الموضوعي للوهم والعجز والتردد والأحقاد الدفينة.
إنها كلمة الحق وليس غيرها