شاءت الأقدار مرّةً أخرى أن أعيش معكم فرحة الاحتفال بعيد الاستقلال وأنا خارجَ الديار..لن أقول إنها الذكرى الأولى طبعاً.. هي الذكرى الستون، شئنا أم أبينا..لن أكون ملكياً أكثر من الإعلام الرسمي (الحكومة تعرف كل حاجه على رأي عادل إمام).
الإنسان بطبعه، يحب الخير لنفسه، ولو على حساب غيره، فتراه ظلوما، جهولا، لو ترك دون قيود، لصار يجري وراء شهواته بلا حدود!
لذلك جاءت الشريعة لرسم الحقوق؛ حتى (لا تظلمون ولا تظلمون)، كما سعت لخلق حزمة من الأخلاق الحميدة تتربى عليها المجتمعات الإسلامية، حيث جاءت الشريعة متممة لمكارم الأخلاق...
لقد غادرنا الرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله يوم الأحد 22 نوفمبر 2020. وقد قال لي نجله أحمد وأنا أسأله عن ظروف وفاته: "لقد غادر ظريفا كما عاش ظريفا". احتفظت بهذه العبارة لحصافتها. لقد كان الرجل فعلا ظريفا بامتياز، والظرافة هبة من الله، وعندما تتلازم مع الكارزما فإنهما تمنحان الشخص جاذبية لا تمكن مقاومتها.
لأيام خلت، كانت ملفات الفساد التي تطارد الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز في صفقات البنية التحتية، والشركات الوطنية، وصندوق العوائد النفطية، كما وفي التصرف وبيع عقارات للدولة، بينها جزيرة "حوض آرغين" لأمير قطر السابق، والتي تعتبر من أكبر المحميات الطبيعية في العالم. ملفات كانت محل تندر غالبية الموريتانيين في جلسات التاي المسائية.
كنا أطفالا حين تحملنا مسؤولية الأسرة في سن مبكرة
كنا خير مثال للأجيال وقتها ومتخلفين في نظر أجيال اليوم
كانت التربية أصعب في ظروف تنعدم فيها مقومات الحياة التي يتطلبها الأطفال و هي متوفرة في عصرنا الحالي
لا ألعاب و لا وسائل للترفيه وللترغيب
تتعب أيدينا ونحن نهدهدهم حتى يأخذهم النوم، فنغفوا ثواني معدودة......
وتجف ألسنتنا في ترديد كلمات الدعاء لحفظهم من شياطين الإنس والجن ..
(1) لا معنى لأن تبقى اللغة الفرنسية هي لغة الإدارة في موريتانيا، ذلك هو ما يقوله المنطق السليم:
- فلا الدستور الموريتاني يلزمنا باستخدامها، ولا هو ذكرها كلغة رسمية أو وطنية أو حتى كلغة ثانوية؛
- لا الماضي الاستعماري لفرنسا ترك فينا بنية تحتية تشفع لهذا البلد الاستعماري حتى نتمسك بلغته؛
ـ لا حاضر فرنسا ومواقفها المسيئة لديننا الإسلامي يدعو للتمسك بلغتها؛
أعلن الكاتب والروائي الموريتاني موسى ولد أبنو تخليه نهائيا عن الكتابة باللغة الفرنسية.
وقال ولد أبنو في تدوينة نشرها على حسابه على الفيسبوك "بعد تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، التي أعلن فيها أن بلاده لن تتخلى عن الرسومات المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم وللرموز الإسلامية، أعلن التخلي نهائيا عن الكتابة باللغة الفرنسية ومقاطعة كافة السلع والمنتجات الفرنسية، وعلى رأسها المنتجات الثقافية".
لم أكن أعرفه، كنت وإخواني مع مرشحين آخرين في رئاسيات 2007 خلال الشوطين الأول والثاني، طرحنا عليه ملف حزبنا قصد الاعتراف، شاور وفكر ثم قرر أن يحترم القانون، ويعطي ما أعطى القانون.
هادئ ورزين، يستمع إليك بحضور ويجيب بتركيز واحترام، ليس من إهل المبالغة، ويترك لمخاطبه فرصة لاستعمال عقله وتوظيف آلية الذكاء عنده، صدوق يتجنب الكذب، ولا يحب الكاذبين.
تغيبت اختيارا عن نقاش كبير، أو يفترض أن يكون كذلك، هو نقاش إعلان السياسة العامة لحكومة الوزير الأول السيد محمد بلال الذي عرفته في مرحلة سابقة كان الذين يتابعون العمل الحكومي عن كثب يصفونه فيها بأنه وزير يتقن ملفاته ويعمل أكثر مما يتكلم.